عند وجود مشكلة ارتفاع في درجة حرارة المحرك عن المستوى العادي، فإن الطريقة الشائعة لاستكشاف العيوب وإصلاحها، هي فحص أحد العناصر الرئيسية في نظام التبريد وهي "الترموستات"، وبسبب سهولة الوصول إليها و عدم معرفة اهميتها و بالأخص، انتشار الاعتقاد الخاطئ بأن الترموستات مخصصة للجو البارد فقط، يوجد ميل لإزالتها تمامًا دون استبدالها حتى و لو لم يكن بها عيب.
في هاته المقالة سوف نشرح وظيفة الترموستات وأهمية وجودها في نظام التبريد.
وظيفة الترموستات
الترموستات هي صمام متغير موجودة في نظام التبريد بين الرادياتير و بلوك المحرك، و تسمح بالحفاظ على درجة حرارة المحرك عند مستوى معين، حيث يتم ذلك من خلال التحكم في تدفق سائل التبريد من المحرك إلى الرادياتير: عندما يكون المحرك باردا، تكون الترموستات في وضع مغلق و تمنع تدفق سائل التبريد إلى الرادياتير الى ان يصل المحرك الى درجة الحرارة المطلوبة و عندما يكون المحرك دافئًا بدرجة كافية، تبدأ الترموستات في الفتح ويسمح بتدفق سائل التبريد بصفة متغيرة إلى الرادياتير على حسب درجة حرارة المحرك الى ان تصل الى المستوى المطلوب.
أهمية الترموستات
لفهم أهمية الترموستات، من الضروري معرفة الأسباب الكامنة وراء الحفاظ على درجة حرارة سائل التبريد عند المستوى المثالي الذي يتراوح بشكل عام بين 90 و 105 درجة مئوية، ومن أجل ذلك، نحتاج أولاً إلى دراسة بعض مكونات المحرك و معرفة أدوارها:
يتكون المحرك من عدة أجزاء متحركة ودوارة مثل المكابس، عمود الكرنك الدوار، عمود الكامات وما إلى ذلك، و يتم تشحيم هاته الأجزاء بزيت المحرك الذي يجب ان يبقى عند درجة حرارة محددة للغاية من أجل الحفاظ على خصائصه الأصلية، ويسمى العنصر المسؤول عن الحفاظ على درجة حرارة الزيت عند المستوى المطلوب بمبرد الزيت، حيث يشبه الى حد كبير الرادياتي, اذ يمر عبره سائل التبريد و يسمح بانتقال الحرارة من زيت المحرك إلى سائل التبريد أو في الاتجاه المعاكس من سائل التبريد إلى زيت المحرك من أجل رفع درجة الحرارة أو خفضها وتثبيتها في أسرع وقت على الدرجة المطلوبة وإلا فقد يفقد الزيت خصائصه بسبب الحرارة الزائدة أو غير الكافية و الذي قد ينتج عنه انخفاضا في مستوى التشحيم الذي سيؤثر بدوره على متانة المحرك وأدائه.
العنصر المهم الآخر و الذي يعتبر القطعة الرئيسية داخل المحرك هو "بلوك المحرك", اذ لا يقتصر دوره على احتواء الأجزاء المتحركة والدوّارة الرئيسية معًا، ولكن يجب أن يكون ذو هيكل صلب وقادرا على تحمل الضغط الشديد ودرجات الحرارة المرتفعة المنبعثة أثناء عملية الاحتراق. و من المتعارف عليه أن ارتفاع درجة حرارة المحرك يمثل خطرا عليه ولكن دعونا نناقش السيناريو المعاكس عندما لا يكون المحرك دافئًا بدرجة كافية والذي يرجع في حالتنا هذه إلى عدم وجود الترموستات:
تبدأ العواقب بتقصير العمر الافتراضي للمحرك، حيث تبدأ الأجزاء المتحركة، و خاصة حلقات المكبس، في العمل ضمن تفاوتات أكثر إحكامًا، من جهة بسبب تمدّدها عند تعرضها الى الحرارة الشديدة المنبعثة من عملية الاحتراق ومن جهة اخرى بسبب الاحتكاك ضد أسطوانات بلوك محرك غير المتمدّدة بشكل كافي بسبب تبريدها بسائل تبريد ذو درجات حرارة اقل من تلك المصممة للعمل داخلها، حيث من المعلوم ان المعادن تتمدّد عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة و تتقلص عند تعرضها لدرجات حرارة منخفضة.
و يمكن للأمور ان تسوء اكثر عندما تصبح فجوة الحلقات صغيرة للغاية، مما يؤدي إلى حدوث تماسك بين المكابس و أسطوانات بلوك المحرك و الذي قد يؤدي الى تدميره.
ختاما، يسمح بتشغيل المحرك بدون ترموستات فقط في حالة وجود عيوب بمنظومة التبريد المؤدي لسخونة زائدة، و يتم ذلك من طرف فني اختصاصي حتى يتسنى له حصر مواطن الخلل و إصلاحها، و يجب اعادتها أو استبدالها حال الانتهاء من الإصلاحات اللازمة.